هذا الأسبوع، فقد صديق مقرب لي أفضل صديق له لسنوات عديدة.
إنه محطم بالحزن لخسارة صديقه، ومن المفهوم أنه يسأل "لماذا؟" كان صديقه رجلاً صالحًا للغاية، كرّس حياته لمساعدة وخدمة الآخرين- رجل كان سيضحي بحياته إذا كان ذلك يعني إنقاذ شخص آخر. كان عمره 47 عامًا فقط. هناك أوقات تكون فيها يد الله السامية تربكنا. في هذا الوقت من الحياة، حيث يتخذ الناس إما قرارات رائعة ... أو قرارات مروعة.
أرجو أن تقرأ الكلام التالي بصبر يا صديقي العزيز- لأن هذا يعنينا جميعًا. إما أنك فقدت مسبقا صديقًا إلى الأبد وتعرف هذا الألم ... أو يومًا ما سيحدث ذلك. يجب أن تكون مستعدًّا.
بينما كان صديقي يخطط للجنازة والوداع، أرسل لي رسالة نصية على الواتساب. قال (هذه كلماته): "لا أفهم لماذا. لكني أواجه صعوبة في هذا الأمر. لقد كان أحد خدام الله المختارين. كل ما أراد فعله هو إرضاء الله وخلاص النفوس ".
لا أقترح أن جوابي كان مثاليًا، لكنني أعرف معنى فقدان شخص غالي في سن مبكرة. إن خبرتنا يمكنها أن تعطي وزنًا لكلماتنا، ولهذا السبب يسمح الله أحيانًا للمآسي بغزو حياتنا.
قلت (كلماتي بالضبط)، "أخي، أعلم أنه لا يوجد شيء يمكنني أن أخبرك به وأنت لم تفكر فيه بعدة طرق مختلفة... لكنك ستكون بلا قلب وبلا إحساس إذا لم تواجه صعوبة في التعامل مع هذا الأمر. عندما يبدو موت صديق (الذي كان صديقًا وخادمًا مكرسًّا) عشوائيًا وغير منطقي، فإنه ينتهك شيئًا بداخلنا. عندما توفيت زوجتي الأولى عن عمر35 عامًا، دعا الله شيئًا كاملاً في وقته، لكنني أصررت على أنها حياة غير مكتملة. بدأت رحلة مصالحة مع اكتمال تلك الحياة وكيف باركتني وباركت الآخرين. ولكن أولاً، كان يجب أن أتألم. أنا لا أحسدك على مكانك. لكنني على دراية بالأمر ".
قصتي مختلفة بعض الشيء، لكنني أعرف ما يمر به صديقي.
عندما كان عمري 39 عامًا (منذ أكثر من 20 عامًا)، فقدت زوجتي بسبب مرض يصيب الأوعية الدموية الدماغية. كنا متزوجين 13 سنة. بدأت تعاني من صداع شديد، وبينما كنت في السيارة في طريقي إلى المستشفى، بدأت تتقيأ. عندما وصلنا إلى أقرب مستشفى، انهارت بين ذراعيّ، ورأيتها تأخذ أنفاسها الأخيرة. لقد كانت تجربة كادت أن تدمرني. أمر كان لي فيه الاختيار: إما أن أتوجّه إلى الله أو أهرب منه. يذهب بعض الناس إلى أبعد طرف، ويهربون إلى ظلام المرارة، وحتى الإلحاد... يختار آخرون السقوط في أحضان الله الحي، ويلجئون إليه. بنعمة الله اخترت الأمر الأخير. لهذا السبب أنا قادر على تعزية الهابطين في هذا الجب- الحق مكتوب في الكتاب المقدس:
2 كورنثوس 1: 3- 5 "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ. لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا."
هل ترى ما يعلمنا إياه هذا الحق؟ الألم يؤهلنا ويقوّينا. هذا يعني أن الله- واهب الحياة وممسكها- سيسمح لنا باختبار الفرح العميق والفقدان العميق لعلاقة قريبة وحميمة مع إنسان آخر. وهبته هي كاملة للغاية، نحن مجهزون من خلال الفقدان لنعرف ما هو الحزن، لفهم الألم العميق. هباءً؟ لا! لذلك عندما تكتمل دورة الحياة، ويذهب أحد أفراد أسرتنا إلى السماء ... نكون قادرين على تهدئة شخص آخر من خلال التفاهم والتعاطف... من خلال الحزن الذي عانينا منه ذات مرة.
لهذا السبب الألم يؤهلنا ويقوّينا. لن نطلب الألم من أجلنا، ولكن إذا كان علينا أن نعيشه (ويجب علينا أن نعيشه!) فلا ينبغي إهداره، بل يجب مشاركته مع شخص يحتاج إلى التعزية التي منحنا إياها الله.
لذلك تذكر:
الله يحبك؛ هو يتألم عندما أنت تتألم.
الله يحب الخطاة (كل الناس خطاة؛ لذلك، الخطاة الذين يختارهم)
عندما تفقد أحد أفراد أسرتك، يكون لديك خيار: يمكن أن تشعر بالمرارة على الوقت الذي سلب منك، أو يمكن أن تكون ممتنًا للهدية التي حصلت عليها في الحياة التي تشاركتماها معًا.
والأهم:
إن المحبة الرحيمة لا تأتي من إله صارم وغير شخصي. تأتي المحبة الرحيمة إلينا على شكل شيء يسمى النعمة: أي أن الله يعطي المحبة لمن لا يستحقها. دعني أوضح.
ربما لم يكن الصديق الذي فقدتَه (أو ستفقده، الحياة ليس لها ضمان) شخصًا جيدًا. ربما أنت قد لا تكون كذلك. الحقيقة هي أننا جميعًا أخطأنا- وكلنا مذنبون. تفصلنا الخطيئة عن الله القدوس. الله طاهر وعادل وكامل. يجب أن يعاقب الخطيئة. لذلك أخذ خطايانا، وألقى جزاءها على نفسه- دفع الثمن الذي لم يكن ينبغي أن يدفعه، وتألم من الدينونة التي لم يستحقها- لأن الأمر كان دينونتنا... دينونتك ودينونتي. بسبب هذا العمل السخي غير الأناني ... يمكننا أن نتبرر في بصره. تحققت العدالة عندما صار يسوع المسيح بديلا عنا في الموت. لقد انتصر يسوع المسيح على الموت، لأن الموت لا سلطان له على الله. بدلاً من ذلك، كانت لديه خطة كاملة ورحيمة لإنقاذنا. بسبب ذلك، يمكننا أن نكون أحرارًا.
لذا ... كيف ستعيش؟ في عبودية المرارة والخطيئة؟ أم في الحرية التي لا يستطيع أن يأتي بها إلا يسوع المسيح؟
هل سترفض هذا التفسير بشكل انعكاسي، مخلصًا لتقليد توارثته الأجيال... أم ستختبر الهدية المجانية التي تم دفع ثمنها بالفعل من أجلك؟ يمكنك الحصول على هذه الهدية المجانية اليوم. هل تعتقد أنه من قبيل المصادفة أنك تقرأ هذا؟ لا تفوت الفرصة التي أعطاك الله إياها. يمكن التعرّف أكثر على هذه الهدية هنا (https://www.morningstarmorocco.com/aljnh)
Comments